AUC Home page
Back to AUC Home
gapp

إطلاق النموذج الاقتصادي النيوليبرالي الاستجابي: أصوات من الجنوب العالمي

October 11, 2022

اجتمعَ ممثلون عن مكاتب مؤسسة فورد في الشرق الأوسط وواشنطن وأمريكا اللاتينية وجنوب آسيا بالإضافة إلى الحاصلين على منح مؤسسة فورد من خمس مؤسسات من الجنوب العالمي، بما في ذلك الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وذلك في يومي الحادي عشر والثاني عشر من أكتوبر 2022 في حرم الجامعة بميدان التحرير لحضور حدث الانطلاقة بعنوان "استجابة على النموذج الاقتصادي النيوليبرالي: أصوات من الجنوب العالمي".

واشتمل حدث الانطلاقة على باحثين من جامعة لوس أنديز (كولومبيا)، وكلية مكسيكو (المكسيك)، وجامعة ويتواترسراند (جنوب إفريقيا) ومعهد مومباي للتكنولوجيا (الهند) بالإضافة إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة. حيث إن لكل من هذه المؤسسات تركيزاً إقليمياً بهدف إنشاء أجندة مكتملة للجنوب العالميّي. كما حضر حفل الإطلاق ممثل من مؤسسة هيوليت؛ وهي مؤسسة شريكة مع مؤسسة فورد قدمت الدعم المالي لمجموعة واسعة من الجامعات الرائدة في الجنوب العالمي.

وفي كلمتين ألقاهما رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة أحمد دلال، ونهى المكاوي، عميدة كلية الشئون الدولية والسياسات العامة، شددا فيهما على أهمية تكون سردية وبناء مقاربة شاملة للاستراتيجية. بالإضافة إلى ذلك، فإن سرينيفاسان آير، وهو كبير مسئولي البرامج في مؤسسة فورد، قد ألقى الضوء على أهمية هذه المبادرة والمبدأ الذي تقوم عليه، ذلك المبدأ الذي يتمثل في إحداث تغيير اجتماعي واسع النطاق وتوفير فرصة للاستثمار في الأفكار ودمقرطةعملية صنع السياسات، فضلاً عن الإقرار بالحاجة إلى أفكار من الجنوب العالمي.

كما تضمن الحدث مناقشات ومباحثات، حيث ناقش الخبراء التعريفات المختلفة للنيوليبرالية، ودور الدولة تجاه الاقتصاد، والسؤال المتعلق بالنزعة الفردانية. واشتملت المناقشات على مواضيع كثيرة ما بين التغيير الاجتماعي، وصعود القومية الاقتصادية والشعبوية إلى تأثير السياسات النيوليبرالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كما تناولت المناقشات الحاجة إلى التغيير واستكشاف بدائل للنيوليبرالية في الاقتصاد الحديث. حيث استهل الحديث بتحديد الخصائص الأساسية للنيوليبرالية، بما في ذلك نوع تدخل الدولة، والتصورات الشائعة، مع التركيز على السوق الفعال. كما سبرت المناقشات أغوار تأثير الخصخصة وإلغاء القيود التنظيمية على قيمة الأعمال وديناميكيات السوق بشكل عميق.

لقد ألقت النيوليبرالية بتأثيرها بشكل كبير على البنى المجتمعية والاقتصادية على مدى العقود الأربعة الماضية، الأمر الذي أفضل إلى تحول في الأدوار التقليدية للدولة والسوق. وتمثل أحد الجوانب الرئيسية للأيديولوجيا النيوليبرالية في الاعتقاد بأن السوق هو النظام الطبيعي، في حين أن الدولة ما هي إلا كيان مصطنع. وقد أدى هذا إلى الدفع نحو خصخصة الصناعات وقلة تدخل الحكومة إما كجهة تنظيمية أو كمقدم للسلع العامة والخدمات الاجتماعيّة.

ركزت المناقشة أيضاً على ديناميكيات القوة والمساءلة داخل الإطار النيوليبرالي؛ مما أثار بدوره تساؤلات حول توزيع القوة ودور التغيير الاجتماعي.

وبحثاً عن نماذج بديلة للنيوليبرالية، فقد أكد المشاركون على أهمية تحدي المفاهيم الشائعة وتقديم سرديات بديلة.

حيث ناقش إبراهيم عوض، الباحث الرئيسي المشارك في مشروع مسارات، وعمرو عدلي، الباحث الرئيسي أيضاً في مشروع مسارات، الأزمة التي جسدها العالم النيوليبرالي اقتصادياً وأيديولوجياً في العقد الماضي. وركزت المناقشة على أهمية خلق بدائل للنيوليبرالية تكون قابلة للتطبيق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن المضي في المشروع بوصفه إعادة تعريف للسياسة والاقتصاد من خلال معالجة السياسات والمعايير واللوائح المعمول بها ومؤسسات الحكم ومنتقدي القيم الحالية.

وبشكل عام، فإن الهدف من الحدث تمثل في إعادة تعريف الوضع الاقتصادي-السياسي للنيوليبرالية، وتجاوز التحليل الذي تهيمن عليه مقولة الطبقة، بحيث يكون التحليل شاملاً أموراً مثل الجندر والعرق والجيل. كما سلط الحدث الضوء على أهمية إعادة تعريف المقولات العالمية للتأثير السياسي والدور الحيوي للمؤسسات الأكاديمية في إنتاج نماذج اقتصادية جديدة. لقد كان الحدث بمثابة فرصة لمشروع "مسارات لما بعد النيوليبراليّية" الذي يتخذ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة مقراً له ولشركائه للقاء ومناقشة التطورات والتعاونات المستقبلية.